بحث داخل المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

الأسطورة الإغريقية سيفيروس


الإمبراطور لوشيوس سيبتموس سيفيروس Lucius Septimius Severus أو "سيفروس الأول" ,وهو لوسيوس سيبتيموس سيفيروس أوغسطس. (11 أبريل145 - 4 فبراير211)، الإمبراطور الرومانى [[البونيقي]] الحادى والعشرون (193-211) ولد بمدينة لبدة الكبرى في ليبيا لعائلة بونيقية ، وقد كانت لبدة في ذلك الوقت عاصمة إقليم طرابلس الذي كان يعد وقتها من ضمن بمقاطعة أفريكا
ولد في 11 أبريل من عام 145 بمدينة لبدة الكبرى - بليبيا الحالية. وهو من عائلة عريقة بمدينة لبدة الكبرى، وكان جده فارساً غنياً، وكان أحد اقاربه مسئولاً في الولاية الرومانية والذي ساعده في دخول المجلس الروماني كسناتور ومؤيد للامبراطور ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius.

وكان يتحدث عدة لغات بينها البونيقية لغته الام ولغة العلم والثقافة في شمال إفريقيا فى وقتها ، اما اللاتينية فقد كانت بالنسبة له لغة أجنبية لكنه تعلَّمها باعتبارها لغة الإمبراطورية الرومانية وظل يتكلمها بلكنة أفريقية طيلة حياته، وعندما زراته أخته بروما كانت لاتجيد الا التحدث باللغة البونيقية ، مما سبب له إحراجاً بين الرومان كونه امبراطور روماني وأخته لاتتحدث اللاتينية. درس البلاغة والقانون والآداب والفلسفة في أثينا وفي روما، ثم اشتغل بالمحاماة في روما. لم تكن حياة سيبتموس تخلو من الحركة والتنقل من منصب إلى اخر، فقد تولى ولاية جنوب إسبانيا ثم عاد إلى أفريقيا كممثل للامبراطور ثم كممثل عن العامة(غير النبلاء) في مجلس الشيوخ بروما، أصبح عام (173 م) عضوا في مجلس الشيوخ الروماني بدعم من الإمبراطور (ماركوس أوريليوس)، وفي عام 175 تزوج من باشيا مارشيانا ذات الاصول السورية. وفي عام (179 م) عين قائدا للقوات الرومانية المرابطة في سوريا

زوجته جوليا دومنا
انتعشت حياة سفيروس مع صعوده الوظيفي وخاصة بعد انتقال الحكم من الامبراطور ماركوس أوريليوس إلى كومودوس فتولى العديد من المناصب الرفيعة كنائب قنصل ثم عمل في سوريا كقائد ثم حاكم لمنطقة الغال (فرنسا الحالية)وصقليةوالنمساوالمجر. وفي فترة حكمه لبلاد الغال وفي سنة 187 تزوج من جوليا دومنا وهي من عائلة سورية من مدينة حمص ورزق منها بولدين : الأول ولد سنة 188 وسماه باسيانوس وهو من عرف لاحقا باسم الامبراطور كاراكلا الذي أصبح من أهم الأباطرة الرومان بعد ذلك والابن الثاني ولد سنة 189 واسمه غيتا

كان بالرغم من لهجته البونيقية من أحسن الرومان تربية وأكثرهم علما في زمانه، وكان مولعا بأن يجمع حوله الفلاسفة والشعراء، بيد أنه لم يترك الفلسفة تعوقه عن الحروب، ولم يدع الشعر يرقق من طباعه، كان وسيم الطلعة، قوي البنية، بسيطا في ملبسه، قادرا عن مغالبة الصعاب، بارعا في الفنون العسكرية، مقداما لا يهاب الموت في القتال، قاسي القلب لا يرحم إذا انتصر، كان لبقا فكها في الحديث، نافذ البصيرة في قضائه، قديرا صارما في أحكامه. 

تنصيبه كامبراطور
انتقل ليكون قائدا عاما للقوات الرومانية في (بانونيا)، وفي ذلك الوقت قام الحرس الإمبراطوري (البريتوري) بانتفاضة ضد الامبراطور (برتناكس) واغتياله في 28 مارس193، وأعلن الحرس أن التاج سيكون من نصيب الذي سوف يمنحهم أكبر عطاء، وتقدم بعض القادة بعروضهم من العطاء للجنود وعرض عليهم أن يقدم لكل جندي مبلغ قدره (12000) دراخمة حين يجلس على العرش، وخرق العرف الروماني ودخل في إبريل/نيسان 193م بقواته العسكرية روما، رغم إنه لبس ثيابه المدنية، حينذاك أعلن مجلس الشيوخ تسميته إمبراطورا. 

تم تنصيب سبتيموس كأمبراطور لروما في 9 أبريل193، واضطر عندئذ لخوض المعارك ضد منافسيه، قاد الامبراطور سيبتموس الجيش الروماني في منطقة نهري الراينوالدانوب ولكن ولاء حاكم بريطانيا الروماني كلوديوس ألبينوس كان محل شك من الامبراطور فارسل له مبعوثا وعرض عليه لقب القيصر الذي قبله، في هذه الأثناء حصلت الحرب الاهلية الرومانية بعد ادعاء دسديوس جوليانوس في روما خلافة الامبراطور المغتال بدعم من الحرس الامبراطوري في روما ولكن سلطة جوليلنوس لم تتجاوز حدود إيطاليا، وكان وجدد أكثر من مدعي لمنصب الامبراطور يشكل خطر على الامبراطورية الرومانية كما كان يعنقد سيبتموس، ولذا عمل على وجود سلطة حاكمة واحدة مقبولة في روماولذا امر قواته بالتوجه إلى المدينة، ولم يواجه اي مقاومة في تقدمه إلى شمال إيطاليا وهزم مؤيدي جوليانوس في بداية يونيو حين وصل إلى انترامنة 50 ميل شمال روما، وتحول ولاء الحرس الامبراطوري إلى سيفروس وتم اعلان ديدوس جوليانوس كعدو للشعب وقتل، ودخل سيفروس روما بدون قتال. 

الحرب الاهلية
ومع كل ذلك فان الحرب الاهلية لم تنتهي حيث وضع حاكم إقليمي اخر عينه على العرش الروماني وهو حاكم سوريا نيجر Pescennius Niger واستولى على المنطقة الشرقية للامبراطورية واتخذا من بيزنطية Byzantium كقاعدة لعملياته ضد القوات الغربية بقيادة سيفروس، وحيث ان نيجر لم يستطع التقدم بقواته ناحية أوروبا فان القتال انتقل إلى آسيا في اواخر ديسمبر 193، وفر في بداية يناير 194 إلى الجنوب ووقعت آسيا وبيثنيا (إيران) تحت حكم سيفروس، وفي نهاية فصل الربيع تمت الهزيمة الساحقة لنيجر وقتل. إلا أن بيزنطة رفضت الاستسلام فارسل سيفروس رأس نيجر إلى المدينة لدفع سكانها المحاصرين إلى اليأس ولكن دون فائدة، فلقد بقت المدينة مقاومة لمدة سنة كاملة مما دفع سيفروس إلى هدم اسوارها عقابا لهم. 

اعماله
بعد توليه مقاليد الحكم قام ببذل الجهود الكبيرة في سبيل الإصلاح وتحسين أوضاع الجيش والقضاة وإزالة مساوئ الفتن الأهلية، ووجه العناية إلى الولايات فأقام فيها كثيراً من المنشآت والأبنية العامة والحمامات وسواها. وجعل الخدمة العسكرية إجبارية على كل الولايات عدا أهل إيطاليا، ثم قام بحلِّ الجيش الامبراطوري وأحدث حرسا جديدا أعضاءه من سائر الولايات بعد أن كان هذا الحرس إيطاليّاً فقط.
كان لا يشبع من أكاليل الغار، ثماني عشرة سنة وهو في حروب مستمرة وسريعة، زاد عدد الجيش، ورفع رواتب الجند، وقاتل منافسيه، وقضى على الفتن، وقاتل لاسترداد مناطق قديمة، وضم مناطق جديدة للإمبراطورية، دك بيزنطية بعد حصار دام أربعة سنوات، وغزا بارثيا (فارس) واستولى على (طشقونة) وضم (بلاد النهرين) لهذه الإمبراطورية، لقد أعاد لعرش روما مكانته، وخلص الإمبراطورية من تركة فساد متراكم من استبداد (كاليجولا) وبلاهة كلوديوس وجنون نيرون وطغيان أنطونيوس.
كان دائما ضد المسيحية بل انه اصدر قرارا بإنشاء تمثال له واجبار المواطنين السجود للتمثال ومن لم يفعل ذلك يلقى أشد العذاب؛حرق الكتب المقدسة وهدم الكنائس وقتل العديد من أتباع المسيحية. 

اهتمامه بموطنه ليبيا
لم تلهه مشاغله عن وطنه ليبيا الذي لم يعلن جنوبه بعد الولاء لامبروطورية روما بل وشكل تهديدا علي المدن الساحلية وأمنها واستقرارها. وعلي الرغم من هذا فقد علّق سيفروس أهمية كبري له، فاعتنى عناية خاصة بالزراعة التي ازدهرت ازدهارا كبيراً واهتم بالتجارة. وكانت ليبيا تسمي آنذاك بمخزن الغلال في الشرق وكانت مركزا تجاريا هاما يشكل همزة وصل بين الشرق والغرب وبين أواسط أفريقيا وسواحل البحر الأبيض المتوسط. 

كما طور مسقط رأسه لبدة الكبرى فأنشأ فيها العديد من المباني والحمامات ووسع من الأسواق والمسارح وفاءا منه لموطنه الذي ولد به لبدة

رغم شيخوخته وكبر سنة وإصابته بداء النقرس إلا إن ذلك لم يقيده من تسجيل انتصارات وتسجيل اسمه في صفحات التاريخ، وهو بهذه الحالة قد وصل إلى (كلدونيا) وانتصر على الاسكتلنديين في عدة وقائع، ثم عاد إلى (بريطانيا). وهناك عندما وصل إلى (يورك) سنة 211 م كان على موعد مع الموت. قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة : " لقد نلت كل شيء، ولكن ما نلته لا قيمة له، وكانت آخر وصاياه (الحفاظ على الأسرة الامبراطورية والعمل على استرضاء الجيش).
 
احتفال ليبيا به
وضع تمثاله في أهم ساحات طرابلس العاصمة الليبية وتم لاحقا نقل التمثال إلى متحف لبدة بمدينة الخمس مسقط رأس الإمبراطور سبتيموس. وأطلق اسمه على بعض المنتجات المحلية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق