معركة عين جالوت:
عدد العسكر في الجيش المصري كان حوالي 40 ألف وعليهم متطوعين إتجمعوا من نواحي مصر، و كان فيه كمان عدد من الهربانين من المغول ( زي الخوارزمية ) و ناس من اللي سابوا الناصر يوسف و لجأوا لمصر. أتابك الجيش المصري ( القائد العام ) كان فارس الدين أقطاى الصغير و ده غير فارس الدين أقطاى الجمدار زعيم المماليك البحريه. الجيش المغولي كان بيضم قوات من كيليكيا ( مملكة أرمينية الصغرى ) و كرجيين ( جورجيين ) و عرب و سوريين و شوام.
المعركه بدت يوم الجمعه 3 سبتمبر قبل شروق الشمس مع دقات الكوسات و الطبول ، و ماكاتش حاجه سهله على الجيش المصري و نفسية العساكر إنهم يواجهوا الجيش المغولي اللي عمره لغاية اللحظه دي ما خسر معركه، و خسارتهم كان معناها إن المغول حا يدخلوا مصر و يسيطروا على كل الشرق الأوسط مع تبعات إختفاء ثقافته و دياناته. فكات العساكر و الأمرا قلقانين جداً و ده أثر على سير المعركه في بدايتها.
خطة المعركه كات ان بيبرس يهاجم الجيش المغولي بطلايع الفرسان و يشتتهم و يناورهم لغاية ما يقدر يجذبهم لكمين كبير بيقوده السلطان قطز خباه في التلال القريبه. كيتو بوقا ما أدركش إن الجيش المصري كان قريب جداً منه لإنه كان بيفتقد عناصر الإستطلاع بعكس المصريين اللي كانوا دارسين و مستكشفين المنطقه.
لما كيتو بوقا شاف طليعة الجيش المصري اللي بيقوده بيبرس إفتكر إن ده كل الجيش فرمى بكل جيشه في المعركه عشان يحسمها بسرعه و اشتبك بيبرس بالجيش المغولي و ناوره ببراعة قائد فذ و في الأخر عمل نفسه إنه بينسحب ناحية التلال فجري و راه المغول فطلع الجيش المصري الرئيسي بقيادة قطز و لقى المغول نفسهم في كمين و متحاصرين.
فى النص بيبرس استدرج المغول، هجم المغول على قطز فى الميسره ، قطز هاجم من تلت جهات وصف مؤرخ المغول رشيد الدين الهمذاني تطورات المعركه بقوله : " فقذف المغول سهامهم و حملوا على المصريين، فتراجع قطز و لحقت بجنوده الهزيمه و هنا تشجع المغول و تعقبوه، و قتلوا كثيراً من المصريين، و لكن عندما بلغوا الكمين، إنشق عليهم من ثلاث جهات، وأغار المصريون على جنود المغول و قاتلوهم قتالاً مستميتاً من الفجر حتى منتصف النهار، ثم تعذرت المقاومه على جيش المغول ، و لحقت به الهزيمه آخر الأمر ".
الجيش المصري في بداية المعركه إتعرض
محاربون مغول من كتاب جوامع التواريخ |
لضغط جامد على جناحه الشمال ( ميسرته ) لكن قطز صمد بصلابه و خلع خوذته و رماها في الهوا و نادى نداءه المشهور " وا إسلاماه " و هجم بنفسه مع عساكره على المغول. الجيش المغولي هرب ناحية بيسان و الجيش المصري إتعقبه، و بعدين قدروا يتجمعوا و ينظموا صفوفهم و رجعوا تاني و صدموا الجيش المصري صدمه جامده فصرخ قطز تاني صرخه سمعها معظم العساكر : " وا إسلاماه .. يا الله ! أنصر عبدك قطز على التتار " و اتحمسوا العساكر و هجموا بقوه، و هرب المغول في إتجاه سوريا. بعد المعركه و إنتصار الجيش المصري نصر كبير، نزل قطز من على حصانه و مسح وشه في الأرض و باسها و صلى وبعدين العساكر رجعوا و هما فرحانين و شايلين الغنايم.
أسر المصريين كيتو بوقا اللي فضل يحارب لأخر لحظه و عمل جهد جامد في المعركه، ولما حاول بعد ما إتأسر إنه يتفاخر بهولاكو و جيشه اللي حايجي ينتقم قاله قطز : " لا تفخر إلى هذا الحد بفرسان توران، فإنهم يزاولون أعمالهم بالمكر و الخداع لا بالرجولة و الشهامه "، و اتعدم كيتو بوقا على ايد الأمير الكبير جمال الدين أقوش ، و اتبعتت راسه على القاهره. و اتقتل معاه " السعيد بن الملك العزيز "، اللي إنضم لجيش المغول و شارك في المعركه في صفهم هو و " الأشرف موسى " ملك حمص و غيره من الشوام.
بقايا عساكر الجيش المغولي المهزوم استخبوا في المزارع و جروا على سوريا فطلع عليهم الناس و قعدوا يقتلوا فيهم. وهرب " زين الدين الحافظي " و النواب السوريين اللي إتحالفوا مع المغول من دمشق. و دخل السلطان قطز دمشق و فرحت الناس بالنصر الكبير اللي حررهم من المغول، و اتقتلت ناس كتيره في دمشق من اللي إنضموا لصف المغول. و بعت السلطان قطز بيبرس على حمص عشان يخلص على بقية المغول فلما وصل هناك لقى هولاكو باعت عساكر تانيين مدد فخلص على الجوز، الهربانين و الجايين. كل المنطقه من حدود مصر لغاية نهر الفرات اتحررت من المغول. هزيمة المغول التاريخيه دي اللي قضت إلى الأبد على توسعهم في الشرق الأوسط كات أول هزيمه يتلقوها في معركه مفتوحه ، و كتبت الأقدار إنها تكون على إيد مصر.
قبل معركة عين جالوت بيوم، هولاكو كان ناوي يكافئ الناصر يوسف ملك دمشق السابق بتعينه نايب ليه على دمشق، لكن بعد ما عرف نتيجة المعركه من غيظه أمر بالقبض عليه هو و 300 سوري كانوا عايشين مع الناصر يوسف عند هولاكو، بحجة إنهم ما ساعدوش المغول ضد مصر بما فيه الكفايه. و بعد ما قبضوا عليهم سكروا الناصر يوسف لغاية الثماله حسب التقاليد المغوليه و أعدموهم.
نتايج معركة عين جالوت:
قبل المعركه امتدت إمبراطورية المغول من الصين لغاية أبواب مصر. بعد المعركه انكمشت امبراطوريتهم لغاية نهر الفرات. اتلاشت الدوله الأيوبيه من الشام و اتوسعت الدوله المملوكيه و اتمكنت وخدت صوره شرعيه بالكامل و دخلت الشام و الكرك و أماكن تانيه في طاعتها و اتحكمت بنواب السلاطين اللي بياخدوا الأوامر من القاهره عاصمة الدولة المملوكيه. اتلاشت كمان محاولات الصليبيين عمل حلف مع المغول و ما قدروش ياخدوا بيت المقدس و فضلوا قاعدين في عكا و مدن على ساحل الشام زي بيروت و صور لغاية ما السلطان قلاوون طردهم من طرابلس (1290) و بعد كده طردهم ابنه الأشرف خليل سنة 1291 من عكا نفسها و بقية مدن الشام الساحليه و انتهى حلمهم.
الأمير ركن الدين بيبرس اللي لعب دور كبير في النصر على المغول اتولى حكم مصر بعد ما السلطان قطز أغتيل في السكه و هو راجع مصر من عين جالوت (25 أكتوبر 1260).
بيبرس أخد لقب الظاهر و اتعرف بإسم الظاهر بيبرس. إنتقم بيبرس من حلفاء المغول اللي شاركوا في معركة عين جالوت فدمر كيليكيا ( مملكة أرمينيه الصغرى ) سنة 1266 و 1275 و إمارة انطاكيه سنة 1268 ، و غلب المغول في المعارك اللي حاولوا فيها انهم ياخدو بـتارهم لهزيمتهم في عين جالوت و هزمهم هزيمه منكره في معركة الأبلستين في 18 إبريل سنة 1277.
بعد معركة عين جالوت القبيله الدهبيه المغوليه بفضل نباهة بيبرس السياسيه إعتنقت الإسلام و دخل ملكها بركة خان بن جوجي في تحالف مع مصر ضد مغول الإليخنات في فارس فكات ضربه موجعه ليهم. وكمان اتعملت معاهدات و إتفاقيات صداقه بين مصر و الإمبراطوريه البيزنطيه و الإمبراطوريه الرومانيه الغربيه و صقليه و جمهوريات إيطاليا. وقدر بيبرس من إنه يعمل خلافه عباسيه في القاهره إدت شرعيه لحكمه و لكل سلاطين الدولة المملوكيه من بعده. و بقت الخلافه الوحيده في كل المنطقه لأول مره ، وبكده هو بيعتبر المؤسس الحقيقي للدوله المملوكيه اللي رسوخها في جنوب البحر المتوسط كان من أهم نتايج معركة عين جالوت.
المراجع:
بسام العسلي : الظاهر بيبرس و نهاية الحروب الصليبية القديمة، دار النفائس ، بيروت 1981.
بسام العسلي : المظفر قطز و معركة عين جالوت، دار النفائس ، بيروت 2002.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق