بحث داخل المدونة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

قصة الملاح الغريق والثعبان

 لقد دفعنى حبى للتاريخ الفرعونى إلى كتابة هذا الموضوع حيث اختلف المؤرخون و من بينهم مارييت و فلندرز بتري الذين قاموا بدراسة قصة الملاح الغريق حول ان كانت هذه القصة تحتوي على اي جزء حقيقي او بولغ في احداثها ام انها كلها وليدة الخيال الفرعوني الخصب. 

و لقد اطلق عليها عدة مسميات:
مثل قصة الملاح الغريق و نجاة ملاح و الامير والبحار و قصة الملاح التائه
وقد نقشت علي برديه ترجع الي نحو عام 1800 قبل الميلاد
و تبدأ ببحار يحكى للوزير الأكبر، قصة اصطدامه الهائل بجزيرة زاهرة في عرض البحرالمتوسط، مع تعهده بهدايا للملك.

فقد ابحر و معه 500 من أشجع رجال مصر و أكثرهم حنكة، على ظهر سفينة ضخمة يزيد طولهاعن 100 قدم و عرضها عن 30 قدماً، في بعثة إلى المناجم.

و بينما هم مبحرين، هبت عليهم رياح هوجاء، و عاصفة مهلكة و اصطدمت السفينة بأمواج عاتية وصل ارتفاعها إلى 30 قدماً فهلك العديد من الرجال سقوطاً في البحر و في النهاية تبعتهم السفينة نفسها.

و ألقى بحارنا الذي يجاهد للبقاء على قيد الحياة، بنفسه من فوق المركب الذي بدأ في الغرق، و تشبث بلوح من الخشب، و ظل التيار يجرفه و هو متشبث باللوح الطافي لمدة 3 أيام و 3 ليال. و في اليوم الرابع طرحته موجة عملاقة على شاطئ جزيرة غريبة و غامضة، جزيرة "كا" فزحف على مأوى تحت شجرة.

و بعد أن استراح قليلاً سرعان ما قرر أن يستكشف ما حوله، و يبحث عن ناجين آخرين و تسمر من هول المفاجأة عندما رأى قدراً هائلاً من الكروم و الشجيرات التي تحمل العنب و التين و التوت و شاهد حيثما وجه بصره فيضاً من الحياة القمح و الشعير و الخيار و الكراث و البطيخ و السمك و الطيور و الأفيال و افراس النهر و القرود و الكلاب و الزراف، كلها تجول في الجزيرة غير الآهلة للبشر.

و بعد أن ملأ معدته بالفاكهة قرر أن يحفر حفرة و يشعل فيها النار. و شرع في طهي بعض اللحم و سمكة لنفسه و قدم قرابين مشوية للألهة امتنانا من أجل سلامته و حسن حظه. 

و سرعان ما بدأت الأرض تهتز و الأشجار تضطرب وفجأة برز ثعبان عملاق جسمه مكسو بحراشف ذهبية، رافعاً رأسه نحو البحار الممتلئ رعباً. و فتح الثعبان فكيه، و تحدث الثعبان بصوت هادر سائلاً البحار عن المكان الذي جاء منه و قال إنه إذا كانت إجابة البحار مغايرة لما كان -الثعبان- قد سمعه فعلاً من قبل فسيلتهمه.
و حكى البحار و هو يرتعد قصة العاصفة المهلكة و موت زملائه من طاقم السفينة. و كان فزعاً حتى أن الثعبان تحدث و طمأنه أنه آمن لأنه جاء للجزيرة عبر البحر، و أنه كان المختار و الناجي الوحيد من الكارثة التي هلك فيها العديد من الرجال العظماء. و كشف الثعبان أنه واحد من 75 ثعباناً عاشت على الجزيرة بالإضافة إلى فتاة صغيرة جائت مؤخراً عندما سقط نجم (القصة مذكورة بإختلاف بسيط في التفاصيل في موسوعة سليم حسن "مصر القديمة"، الجزء 17، حيث يذكر الثعبان في صــ53 إلى أن سقط شهاباً على الجزيرة فأحرق بقية الثعابين و الطفلة و بقى هذا الثعبان وحده).

و أخبر الثعبان البحار أن لديه نعمة القدرة على التنبؤ و تنبأ له بأن سفينة انقاذ ستأتي خلال 4 شهور لتعيده إلى بلده ونظراً لإحساسه الغامر بالإمتنان تعهد البحار بالعودة إلى الجزيرة و معه كنوز و قرابين- عطور و بخور و حيوانات كثيرة من مصر- كهادايا للثعبان.

و ضحك الثعبان فلم تكن جزيرته بحاجة إلى أي شيء يمكن أن يحضره البحار و أضاف أن جزيرة كا سوف تغرق في البحر الذي جائت منه بعد أن يرحل البحار، و لن تظهر نفسها مرة آخرى إلا للتائه المختار التالي.

و بعد مرور 4 شهور وصلت السفينة و أهدى الثعبان للبحار هدايا من العاج و الكحل و العطور الفاخرة و نبات السنا و التوابل و الاخشاب و الذهب و الفضة و الزراف و القرود ليأخذها معه إلى مصر. و أمضى هو و رفاق السفينة الجدد شهرين مبحرين و شاهد الجزيرة تتضائل و تتضائل حتى اختفت من مجال البصر- تماما كما أخبره الثعبان.

و تأثر الوزير للغاية و نقلها للفرعون الذي أمره بدروه كرئيس الكتبة "أمون أمونا" بتدوينها على البردي و كوفئ البحار بمنصب كبير موظفي القصر، تعويضاً له عن محنته و مكافأة عن روح المغامرة- أو ربما لإبداعه في اختراع هذه القصة لتفسير الكيفية التي أصبح بها ثرياً .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق